تقع على بُعد 5 كم من متسخيتا في بلدية متسخيتا، ويعتبر مجمع دير العذراء مريم أرمازي معلمًا أيقونيًا من العمارة الجورجية القديمة. يقدم هذا الموقع الموقر، الذي يقع على الضفة اليمنى لنهر أرمازيستكالي، لمحة جوية عن التاريخ العميق لجورجيا. تم بناؤه في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، ولا يزال الدير يعمل حتى اليوم، مما يضيف إلى أهميته العميقة.
يتكون مجمع دير العذراء مريم أرمازي من عدة هياكل رئيسية: كنيسة، بوابة، برج جرس، مبنى منفصل، وكنيسة تحت الأرض. تتجمع هذه العناصر معًا لتشكل لوحة معمارية نابضة بالحياة. الاستخدام السائد للحجر المسحوق والطوب في الكنيسة والبوابة والمبنى، مقارنةً بالحصى والحجر المسحوق في الكنيسة تحت الأرض، يظهر الرشاقة الدقيقة للتقنيات المعمارية الجورجية في تلك الفترة. تضيف الزخارف الطوبية لمسة جمالية إضافية.
المبنى الرئيسي في المجمع هو كنيسة قاعة، وهي نوع شائع في العمارة الكنسية في تلك الحقبة. داخل الكنيسة والبوابة، يمكن للمرء اكتشاف شظايا من لوحات الجدران من القرن الثاني عشر، حيث تروي ألوانها الزاهية قصصًا من عصور مضت. تشمل هذه الفريسكات تصوير ثلاثة قديسين، حيث تعكس جباههم المنخفضة وعيونهم الواسعة الطابع المميز للفن المسيحي القديم، إلى جانب الصلبان وزخارف أخرى.
لا يمكن للزوار المدهوشين أن يفوتوا برج الجرس، وهو هيكل مكون من طابقين تم إضافته لاحقًا، يعود تاريخه إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر. يقع إلى الغرب من الكنيسة، ويعزز برج الجرس الأفق الجورجي الهادئ، حيث يقرع دعوة للصلاة والتأمل تتردد عبر القرون.
يقدم مجمع دير العذراء مريم أرمازي مزيجًا من الهدوء الروحي والعبقرية المعمارية. كشهادة على السرد التاريخي الغني لجورجيا، يواصل الدير العمل كنقطة إشعاع للإيمان ونقطة اهتمام لأولئك الذين يتطلعون لاستكشاف الكنوز المعمارية في هذه المنطقة الفريدة.