سحر تبليسي، العاصمة النابضة بالحياة لجورجيا، هو مزيج مثير من التأثيرات الشرقية والغربية، يظهر بشكل أكثر وضوحًا في أسلوبها المعماري المميز المعروف باسم "منازل تبليسي". واحدة من أفضل الأمثلة على هذا النوع توجد في 3 شارع بيتليمي، حيث يتداخل الكلاسيكية الروسية ببراعة مع تقاليد البناء المحلية لخلق إقامة تتألق بالفردية. هذا المنزل، الذي بُني في أربعينيات القرن التاسع عشر، لا يجسد فقط مهارة البنائين، بل يمثل أيضًا شهادة على الثقافة والتعليم والأذواق الرفيعة لسكان المدينة في تلك الحقبة.
يقع 3 شارع بيتليمي، عند تقاطع شارعي بيتليمي وأسكاني، وهو مبنى مكون من طابقين مع قبو. من أبرز ميزات المنزل شرفته الأنيقة المصنوعة من الخشب الأخضر المنحوت و"المشربية" الخاصة به. الأخيرة، وهي مصطلح عربي لنوع من النوافذ الزجاجية الملونة، تزين بأناقة كلا جزئي الشرفة والسلم المؤدي إلى الطابق الثاني. هذه الإضافة من العناصر الزخرفية الشرقية هي سمة نموذجية من سمات منازل تبليسي، التي تدمج بسلاسة التأثيرات المعمارية للكلاسيكية مع التكيفات الإبداعية الفريدة.
من المثير للاهتمام أن تنفيذ المشربية في منازل تبليسي ينحرف عن التصميم المسلم التقليدي. قطع الزجاج أكبر، وشكل الإطار وتركيبه يمنحان جودة ديناميكية لسلم المنزل وشرفته.
اليوم، يخدم هذا الجوهرة المعمارية غرضين: فهو يضم عائلات محلية ويستضيف المعرض الفني الرائع 27 في الطابق الثاني. يحب السكان المحليون المعرض 27 لمجموعته الواسعة من الهدايا التذكارية اليدوية الرائعة وموقعه داخل أحد أجمل منازل تبليسي القديمة.
زيارة المعرض 27 هي أكثر من مجرد تسوق—إنها تجربة سياحية تغمرك في العمارة الأصيلة لتبليسي. بعيدًا عن الهدايا التذكارية الفريدة، توفر السلالم القديمة والردهة الملونة المليئة بالفسيفساء فرصًا رائعة لالتقاط الصور. كإشارة خاصة للزوار، يفتخر المعرض بمجموعته من "سُفرة" التقليدية الزرقاء الأصلية، وهي قطعة أثرية جورجية فريدة لا ينبغي أن تفوتها.